من أجله

كأنّ العالم الذي كنتُ فيه مع أبي غير هذا العالم، كأنّ أبوابََا أقفلت وأخرى أشرعت، على عتبة الدّنيا أنظر لا أنا نفسي ولا النّاس هم، أو كأنّي أعود أسير على ذات المشية القديمة، أي الطرق أسلُك أيها أحذر وأي العابرين أنا؟!
بين موت عزيز وموت أبي عقد من الزّمن، عالم من من الأحباب، فقد أبي بعثهم من النسيان ثمّ ماتوا معه، كأنّ بابا أشرع لأبي فتقافزوا حوله، تضيق الدنيا وعند أبي رحبة واسعة، وتضجّ فتهدأ حوله، تعود طفلة يتيمة ثكلى من كانت أمّه التي لا همّ بين عينيها إلا رضاه، تعجز أحباري وأوراقي والكتب عن مسّ خيط الفقد من فؤادي، عن نسج حياة أبي ليس جزءا من بهجتها وأنسها وأمنها، يعملق الحزن تقصيري معه، ويرتق الشوق المسافة بيني وبينه، ما ودّعني أبي مذ غاب عني، يطمئنني ربي عليه، يطلّ عليّ في الرؤى، أنظر إليه معلّق بصره بالسماء مرة ثمّ ذاهبا للجنّة مطمئنا كأنّه يقول لي: اصبري!

“ربّ إن أبي كان جاري ومرساي، عركته الدنيا وتداعت عليه البلايا حتى خلص إليك وصار إلى جوارك فأكرم وفادته وأبدل ضيقه سعة ووحشته أنسا ومتّعه بأحبابه الذين سبقوا في جنانك وألحقنا بهم طيبين..”


الجمعة 1444/4/10هـ

4 أفكار على ”من أجله

والمدى رحبٌ ... كذلك